بيان مركز ماعت .. بعد واحد وثلاثون عام من السلام النتيجة لازالت صفر

السلام وإرادة الله التي يجب علي بني البشر أن يسعوا لتجسيدها علي أرضه يقيموا دعائمها ويشيدوا أركانها تحت سمائه ، هو الغاية الاسمي التي وجب علي الإنسانية أن تطمح لبلوغها وتعبر في سبيل ذلك مساحات التناحر والصراع والتنازل عن ميراث الألم والحزن والدم والثأر الذي أثقل كاهلهم لقرون طويلة .
وتمر هذه الأيام الذكري الحادية والثلاثين لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي وقعت في تاريخ 17 سبتمبر 1978 .
وتري مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان أن ما وصلت إليه جهود التسوية السلمية بين العرب وإسرائيل طوال الأعوام الثلاثين الماضية لا يتناسب إطلاقا مع تلك البداية القوية التي كسرت كثير من الحواجز النفسية والعقائدية والتاريخية بين الجانبين بمبادرة شجاعة من الرئيس الراحل محمد أنور السادات ودعم من المجتمع الدولي الذي كان آنذاك ، تحكمه أطراف راغبة في السلام وقادرة علي تحقيقه فقدمت الغطاء السياسي والدعم المادي اللازم لذلك .
أما الآن فالحقائق مختلفة علي الأرض فنجد أن الطرف الإسرائيلي يبذل قصارى جهده في التوسع في بناء المستوطنات وظل بناءها يسير علي قدم وساق وعزم الحكومة الإسرائيلية علي إقامة خمس إلى ست مستوطنات في كل عام حتى وصلت في عام 2009 إلي (151) مستوطنة يقطنها (350) ألف مستوطن إسرائيلي وهذا هو احد أهم الركائز التي يقوم عليها المشروع الصهيوني علي الأرض الفلسطينية المحتلة
، وهذا التوسع والجدار العازل والحصار المستمر للفلسطينيين يعد انتهاك لالتزامات إسرائيل بموجب الاتفاقية ، فضلا عما شهدته الضفة الغربية وقطاع غزة في أواخر ديسمبر الماضي من عدوان من الكيان الصهيوني الذي استمر ثلاث وعشرون يوم قصف وحصار وتنفيذ عمليات إعدام جماعي وتهجير للفلسطينيين وكانت من أسوء الأيام التي شهدها خلال الفترة بين 27 ديسمبر 2008- 18 يناير 2009 والتي أسفر عن موت 1419 شخص ومن هنا نتساءل فأين السلام إذن الذي تريده إسرائيل وما هو السلام الذي نريد أن نحتفل به؟ .
هذا والمتابع للتحركات الإسرائيلية علي الساحة الدولية يجد أن إسرائيل تتبع سياسة فض السلام واستنزاف الطاقات البشرية العربية الفلسطينية واللبنانية فهي تعرقل عملية السلام في كلا من البلدين وتحرج مصر دوليا باعتبارها الوسيط بين العدو الإسرائيلي وبين العرب والفلسطينيين وفي ظل هذا كله الإرادة الدولية لازالت لا تحرك ساكنا.
وعبرت وجهة النظر الصهيونية عن تقييمها لعملية السلام خلال الثلاثون عاما الماضية منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978 في صحيفة هاآرتس العبرية أنه لا أمل فى قيام سلام "ساخن" بين مصر واسرائيل مستقبلاً، ومن المتوقع أن تستمر حالة السلام "البارد" لـ 30 عاماً أخرى. ادعت فيها إسرائيل بأنها واجهت الكثير من التحديات للحفاظ علي السلام بين مصر وإسرائيل وتري أن السلام بين مصر وإسرائيل هو سلام حكومات، ولكن ليس بين الشعوب، إنه سلام مصالح ، فالسلام الذي يلتقي فى إطاره قادة أجهزة مخابرات الدولتين، يعد حقيقة إنجازا كبيرا، وأكثر أهمية من أن يلتقي أديب "إسرائيلي" بنظيره المصري سواء فى القاهرة أو فى تل أبيب.
وتري مؤسسة ماعت انه برغم السنوات الثلاثين، إلا أنه لا السلام الشامل والعادل للصراع العربي "الإسرائيلي" قد تحقق ولا السلام المصري "الإسرائيلي" البارد صار دافئًا كما تري تلك الممارسات الاسرائيلية لم تحقق السلام وأرجعت العالم إلي المربع صفر.


Ayman Okail
General Manager